البيان التأسيسي
لمجلس المواصلة
لمؤسس المجلس
العلامة الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أحبتنا وإخواننا الأماجد أهل العلم بالشريعة الإلـهية المحمدية الغراء؛ حفظهم الله وحرسهم وسدد خطاهم وألهمهم الرشـد ورزقهم حفظ الأمانة وحسن أدائها ونصر بـهم الــشريعة الحنيفية السمحاء ونفع بهم الأمة وحمى بهم بيضة الإسلام وحمى الهدى ودين الحق وإيانا، آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فلا يخفاكم أيها الفضلاء الأجلاء ما وصل إليه حال أمة الإسلام من انحطاط وتمزق وانتشار للشرور ووقوع بلايا ومحن سبّبها الإضاعة لأمر الله والتجري إلى محارم الله (أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ) [متفق عليه]، ولا يخفاكم عظيم مسؤولية العلماء مصابيح الهدى وأدلاء الطريق في إنقاذ الأمة وتبيين السبيل لهم وحماية منهج الله فيهم وإنه لا يمكنهم ذلك إلا بتعاونهم واجتماعهم وصدقهم وتجردهم.
وتطلبا وترجيا لتحقيق شيء من ذلك برز العزم لإقامة مجلس التواصل بين علماء المسلمين المرفق بهذا بيان مقاصده والوسائل إليها، (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُـحِبُّ الْمُتَوَكِّلِيْنَ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَالْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُوْنَ) [آل عمران 159-160].
وليس المقصود بإقامة هذا المجلس إحداث هيئة ولا جمعية ولا حزب ولا شيء من مثل ذلك جديد، فقد كثرت تلك فينا وليست الأمة بحاجة الى زيادة شيء منها؛ ولكن المقصود قيام عمل جاد خالص واقعي يحسن القائمون به الصلة بكل مظاهر وأنواع الواقع الموجود في دائرة علوم الشريعة المطهرة ويحسنون التعامل معها والتنسيق بينها والتفاعل مع العناصر المهتمة بـِجدٍّ برعاية المصالح العامة للأمة وحماية دينها وأسس وأصول الملة الحنيفية السمحاء بغير تعصب ولا تحيّز ولا غلو ولا إهمال ولا إفراط ولا تفريط؛ لتصبّ أعمال وجهود تلك العناصر المتوزعة فيهم في أهم احتياجات الأمة وحراسة دينها وتقويم وحدتها، (مِلَّةَ أَبِيْكُمْ إِبْرَاهِيْمَ هُوَ سَـمَّاكُمُ الْمُسْلِمِيْنَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ شَهِيْدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُوْنُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيْمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الـزَّكــَاةَ وَاعْتَصِمُوا باِللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْـمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيْرُ) [الحج 74].
يقومون بذلك بالتدريج حسب المستطاع والمقدور لهم واسعي الرجاء في الله تعالى وإمداده بالعون والتأييد والغياث والرحمة الواسعة مواصلين للجهد بغير يأس ولا استعجال ولا توانٍ وتكاسل.
وليكن في شريف علمكم أيها المنتسبون للمجلس أن الانتساب إليه لا يقتضي ترك شيء من اجتهاداتكم الخاصة وعملكم بِرُؤَاكم وخصائصكم ومزاياكم وترتيباتكم التي تختارونها وترتضونها، فلا يتناقض ولا يتعارض شيء من ذلك مع الانتساب للمجلس، وإنما الذي يتناقض معه:
· مخالفة النص الشرعي القطعي بما لا يحتمل التأويل
· وفعل ما يثبت الحس والمعاينة في الواقع قطعا إضراره بمقاصد المجلس.
والله ولي الهداية والتوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
خادمكم مستمد الدعاء
عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ ابن الشيخ أبي بكر بن سالم